رسالات "أنت": هل كلماتنا لأبنائنا لها تأثير سلبي على مستقبلهم؟؟؟

Admin عدد المساهمات : 201 تاريخ التسجيل : 20/01/2010

يمتلئ عقل الطفل عادة بالأسئلة. وربما كان معظم هذه الأسئلة يدور حول: " من أنا؟" و" أي نوع من الأشخاص أنا؟"، و "أين مكاني؟"..

هذه أسئلة تعريف الذات ، أو الهوية، التي نبني عليها حياتنا عندما نكبر، والتي نستمد منها جميع قراراتنا المهمة. ولذلك فإن عقل الطفل يتأثر بدرجة ملحوظة بعبارات تبدأ بكلمة " أنت".

وسواء أكانت الرسالة " أنت كسول جدا" أم "أنت طفل رائع"، فإن هذه العبارة التي يطلقها الكبار المهمون سوف تتسرب بثبات إلى أعماق لا وعي الطفل. ولقد سمعت كبارا عديدين يسترجعون في أثناء الأزمات التي يتعرضون لها في حياتهم ما قيل لهم في طفولتهم: " أنا عديم الفائدة، أعرف أنني كذلك". ويميل بعض علماء النفس، مثل العديد من أصحاب المهن المحترفين، إلى تعقيد الأمور شيئا ما، فيطلقون على هذه العبارات اسم "خصال".
وهذه الخصال تتنامى مرة بعد مرة في حياتنا عندما نكبر.

إن الأطفال يفكرون بالتأكيد بالأشياء التي تقال لهم، ويفحصون مدى دقتها، ولكن ربما لا يكون لديهم مقارنات . ففي بعض الأحيان نكون جميعا كسال، وغير منظمين، كثيري النسيان، مؤذين، وهلم جرا.

يعتقد الأطفال أن الكبار يعرفون كل شي، بل ويستطيعون قراءة ما في ذهنك، ولذلك عندما نقول للطفل " أنت أخرق" يفقد أعصابه ويصبح أخرقا. كما أن الطفل الذي يقال له "أنت مصيبة" يشعر أنه مرفوض ويفقد الطمأنينة كما يفعل المصاب بالوباء. والطفل الذي يقال له " أنت غبي" قد يرفض ذلك بعنف ظاهريا، لكنه في داخله يوافق بأسى على ذلك. فأنت الكبير الراشد، ولذلك يجب أن تكون مصيبا.

إن رسالات "أنت" فعالة عل مستويي الوعي واللاوعي. فأنا من صميم عملي علي أن أطلب من الأطفال أن يصفوا أنفسهم، وكانوا يقولون أشياء كهذه: " أنا طفل سيئ"، "أنا مزعج".

وبرغم أن آخرين سوف يظهرون أدلة على ارتباكهم وتشوشهم- " يقول أبي وأمي إنهما يحبانني، ولكن لا أعتقد ذلك"، فهم يسمعون أثناء وعيهم هذه الكلمات ،ولكنهم في لا وعيهم يسمعون (أو يرون) أو يشمون المشاعر التي تختبئ خلف الكلمات.

إن الأمر كله يتلخص في الطريقة التي نقول بها الكلمات. فنحن باستطاعتنا أن نختار هذا القول لأطفالنا: "أنا غاضب منك وأريدك أن ترتب ألعابك الآن!" دون أن تخشى أية آثار لحديثك على المدى الطويل. أما إذا قلت :" أنت أيها المزعج الكسول، لماذا لا تعمل دائما ما يطلب إليك؟" وكررت هذه الرسالة كلما حدث نزاع أو خلاف، وعندئذ لن تكون النتيجة مفاجئة لأحد.

لا تتظاهر أنك سعيد أو حنون ومحب عندما تشعر أنك لست كذلك – لأن ذلك مربك للأطفال وقد يصيبهم بالالتباس والتشوش. يجب أن تكون مشاعرنا صادقة وبعيدة في الوقت نفسه عن قمع الأطفال وإذلالهم. حيث أن باستطاعة الطفل أن يتقبل "أنا حقا متعب اليوم"، أو " أنا الآن غاضب جدا..." ولا سيما إذا تماشى هذا مع ما يلمسونه بالفعل. وهذا يجعلهم يدركون أنك أنت بشر أيضا، وهو شيئ جيد.

بتصرف: ستيف ببدولف: سر سعادة الأطفال

عدد المساهمات : 82 تاريخ التسجيل : 31/01/2010

موضوع جد رائع..
أستفدت الكثير منه..
شكرا لك بحيرة الأمل Smile

» ثمانية أشياء ينبغي تذكرها بشأن عبارة "أحبك"!!